قال بوش : لكنهم لن يسمعونا ، إنهم يسمعون من علماءهم فقط .
رامسفليد : سنجد يا سيدي من علماءهم من يقوم بهذا الدور .
رئيس السي آي إيه : لقد وجدنا بالفعــــــــل سيدي .
قال تشيني : لكن هذه الجماعات الإسلامية ، والحركات ، والهيئات ، والمؤسسات ، والعلماء ، والدعاة ، ووسائل الإعلام ، والمساجد ، وما لا يحصى من ذلك كله ، كيف لنا أن نهزمهم فكريــــــّــا ، وقد امتلأ بهم العالم الإسلامي كلـــــــــه .
قال رامسفليد : سنشغلهم بالخلافات ، والأمور الثانوية ، ونحرّش بينهم ، بأناس ندسهم فيهم ، يقنعونهم أنه لاخطر منــا ، إنما الخطر من هذه الحركات والدعاة أنفسهـــــــــم ، ونضرب قلوب بعضهم ببعض ، فيلهون بالصراعات فيما بينهم على الزعامات الشخصية ، والمكاسب الحزبية ، ونفرغ طاقاتهم في هذا الميدان ، ونخترق صفوفهم بالمذاهب الضالة منهم ، ونحولهــا إلى عيون لنا عليهم ، ومفسدين لذات بينهم ، يوطئون لنــا مشروع الإمبراطورية ، صنيع ابن العلقمي مع التتر .
قال الجميع : وبهذا سيدي الرئيس ، لا يقف بيننا وبين النصر التام شيء ,.
فوقف بوش فرحا مسرورا ، وقال لنحتفل إذن بشرب الخمر على النصر النهائي على الإسلام والمسلمين .
وبينما هم يتمايلون فرحا ، ليقفوا ، وليجيبوا دعوة سيّدهم إلى شرب الخمـــــر على دماء المسلمين .
إذ دخل عليهم أحد الروم من موظفي البيت الأبيض الكبار ، وكان من قبل يكتم إسلامه ، فقال اجلسوا إني أريد أن أكشف لكم سرا عظيما .
فجلسوا منصتيـــــــن مندهشــــــــــــين .
فقام فيهم خطيبــــــــا صادعــــــــــــا بالحق المبين :
ألا يا عصابة الشر ، قد علمتم والله إن الإسلام دين الحق الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم مصدقا لما جاء به عيسى عبد الله ورسوله وكلمته التي ألقاها إلى مريم وروح منــه ، وقد بشر به عيسى عليه السلام ، وأنكم إنما تحاربون الله عندما تحاربون دين محمد عليه الصلاة والســــــــــــلام .
ولكن أغرتكم يهود بما أغرتهم به من متاع الحياة الدنيا ، فاستهوتكم إلى هواها ، واستعملتكم في حرب الله تعالى ، ورضيتم بذلك طائعين ، وذهبتم إلى أرض الرسل الكرام ، وقد علمتم أن ميراث الرسل أضحى بيد المسلمين ، تريدون أن تطفئوا نور الله تعالى ، وتحاربوا دينه .
وقد أغراكم ما ترونه مما حلّ بالمسلمين من الضعف والبعد عن دينهم ، ونسيانهم أنّ عزّهم فيه لا في غيره ، كما غرّكم ما صنعه في تلك الشعوب أولياؤكم من زعماءهم السياسيين الخونة ، من الهوان والتفرق ، وزين الشيطان في قلوبكم ثروة النفط ، ونزعة الهيمنة ، وسيطرت على عقولكم أحلام الإمبراطورية الرومانية .
ولكن اعلموا أنكم تقودون أنفسكم وشعوبكم إلى حتفكم .
قال أخبثهم ريتشارد بيرل : ويحك ، كيف نُقــاد إلى حتفنا ، وقد استوينا على بلادهم ، وملكنا رقابهم ، ووضعنا الحديد في أعناق قادتهم جميعا .
قال المسلم : بل ويحكم جميعا ، إنما يستدرجكم الله ، كما استدرج فرعون ، وكلّ الطغاة ، إن الذي سيهلككم هو طغيانكم ، وكذلك هي سنة الله ، تلاها اليهود في التوراة ، والنصارى في الإنجيل ، وفي القرآن قال الله تعالى :
{ اسْتِكْبَارًا فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ولا يحيق الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلا سُنَّتَ الأوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلا . أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا . وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا } [فاطر:43-45]
وسيخرج الله تعالى لكم رجالا من المسلمين ، يزلزلون الأرض من تحت أقدامكم ، وستنهض بهم بعد الله أمة الإسلام ، وها أنا ذا أرى فيها نبض الحياة ، بهذا الجهاد الذي بدأ يشتعل ، وتلك الروح التي بدت تنتشر .
ألا ترونهم يقاتلون بلا خوف ، ألا ترونهم يجاهدون كالأسود ، ويزأرون كالرعود ، ألا ترون أنكم تزيدونهم إصرارا وشجاعة ، كلما زدتم عليهم في العنف والقتل والتشريد ، إن هذه علامة إرهاصات النهضة الشاملة .
قالت رايس وقد جلّل الخوف وجوههــم جميعا : لنفرض أننا انقلبنا عنهم قافلين إلى ديارنــــــــا ، بثورة علينا عارمة ، فسنفعل مثل ما فعل إخواننا الأوربيون في الاحتلال الماضي ، سننصب عليهم أولياءنا ، فيظنون أننا انكفأنا وما انكفأنا .
فقال حينئذ أخبثهــم بيرل : لا هذه المرة ، يختلف الحال ، إن الخطاب المهيمن على الشعوب هو الخطاب الإسلامي ، فإذا انكفأنا فلن نفلح أبــــــــــــــدا .
قال بوش : إذن الموت ، أو نستعبدهم فننتصر .
قال المسلم الذي كان يكتم إسلامه : بل الهزيمة التي أراها والله تلوح على وجوهكم ، وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد .
{ فوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَاب . النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ . وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ . قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ . وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ . قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلآّفِي ضَلالٍ . إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ . يَوْمَ لا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ . وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ . هُدًى وَذِكْرَى لأولِي الألْبَابِ . فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ . إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلإّ كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ . لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لايعلمون } [غافر:45-57]